هاني لاشين يحكي تجربته في مستشفي وزير الصحة
والدته أكدت أنها كانت تري سماسرة الأعضاء يترددون علي مستشفي دار الفؤاد وكانت تخشي علي حياتها منهم .
وزير الصحة زاره وأخبره بأن ما حدث نتيجة خطأ طبيب وطلب منه عدم التحدث بأي شئ
أصيب بتلوث أثناء أجراء عملية نقل كبد لمريض في المستشفي وراح في غيبوبه لمدة 3 شهور وأجري أكثر من 5 عمليات جراحية .
عندما باع هانى قطعة من جسده ، كان يتوقع انه بهذا سوف يحل كل مشاكله ، لكنه أكتشف عكس ذلك تماماً، بعد أن دخل مستشفي دار الفؤاد ، المعروفه بأسم مستشفي وزير الصحه حاتم الجبلي ، و تعرضه لإهمال شديد أثناء إجراء عملية نقل فص كبد لمريض من نزلاء المستشفي وهو ما أدي لتدهورحالته الصحية و كاد أن يفقد حياته ليتحول لشبح أنسان لا يجد ثمن العلاج بعد أن توفي المريض الذي تبرع له ورفض أهلة أعطاءه باقي المبلغ المتفق عليه .
فقر وبطاله ومرض وظروف صعبة تد فع المصريين لفعل أي شئ من أجل الحصول علي لقمة العيش حتي ولو أضطروا ليبع جزء من أجسادهم كقطع غيار فى سوق رائجه يوجد بها كل متطلبات هذه التجارة شباب فقيرمعدم لا يستطيع مواجهة ظروف الحياة وأثرياء علي أستعداد لدفع أي مبلغ من أجل أنقاذ حياتهم وحكومة فشلت في أحكام رقابتها علي المستشفيات التي تقوم بهذه العمليات وسماسرة يتلاعبون بكل شئ .
الحالة التي بين أيدينا لم تكن الحالة الأولي ولم تصبح الأخيرة أمام حكومه لا تسمع إلا صوتها وتعتبر صوت وأنين الفقراء ضجيج بلا طحين أسمه بالكامل هاني لاشين أحمد محمد يبلغ من العمر 22 عام لم يستكمل تعليمه حاصل علي الشهادة الأبتدائيه أصيح المسئول عن شقيقته الوحيدة ووالدته بعد أن توفي والده وهو في سن صغير يعمل لحام كهربائي في إحدى شركات البترول بمرتب لا يتعدي 500 جنيه شهرياً شاب نحيف قصير القامة يرتدي كاب يتحدث بصعوبه بالغه عيناه تمتلأ بالخوف من كل شئ لم يعد يستطيع التحرك .
صرف المبلغ البسيط الذي حصل علية أثناء رحلة العلاج بعد أن تخلت عنه المستشفي وتم إيقافه عن العمل بسبب ظروفه الصحية
بعد مرورعام كامل علي إجراءه العملية قرر الخروج عن صمته والحديث عن تجربته في مستشفي دار الفؤاد وطرق وأساليب السماسرة الذين يعملون لصالح المستشفي لأصطياد الشباب وأستغلال ظروفهم الصعبه للحصول علي أجزاء من أجسادهم لتباع للأغنياء .
عندما بدأ يحكي حكايته سرح بعيداً وكأنه يجتر أحداث من منطقة سوداء في ذاكرته لا يريد أن يتذكرها ولكنه يعاني من أثارها حتي الأن الظروف الصعبة والحياة البسيطه التي تعيشها أسرته هي التي دفعته لبيع جزء من جسده عندما تقدم شاب للزواج من شقيقته الوحيدة فكان مطالب بتلبية متطلبات الزوج بصفته العاهل الوحيد لهم .
أثناء زيارته لخالة الذي يقم في القاهرة وأثناء رحلة هاني من الأسكندرية إلي القاهرة تصادف جلوسه بجوار شخص بادره بالحديث عرفه بأسمه ويدعي رمضان بعد أن أطمأن له هاني راح يحكي له الظروف الصعبة التي يعاني منها وحاجته للمال بأي طريقه لتجهيز شقيقته التي تستعد للزواج وبمنتهي الذكاء وبخبرة رجل متمرس ألتقط رمضان سمسار الأعضاء البشرية طرف الخيط وبدأ يرمي شباكه علي فريسته السهلة .
وفي نهاية الحديث عرض عليه رمضان فكرة بيع جزء من كبده لشخص مريض بتليف بالكبد يرقد في مستشفي دار الفؤاد مقابل مبلغ 60 ألف جنيه وأكد له أن الموضوع في غاية السهول ولم يستغرق وجوده في المستشفي أكثر من أسبوع علي أكثر تقدير وأن هذه العملية يقوم بإجراءها شباب كثيرين للتغلب علي ظروفهم الصعبة ولا يوجد أي خطر عليه وأن الفتحة التي سيحدثها الطبيب في جسده لم تتعدي 5 سم ترك السمسار هاني بعد أن أقنعه بسهوله الأمر.
خلال عودة هاني إلي الأسكندرية كان لا يفكر إلا في هذا الأمر والمبلغ المالي الذي سيحصل عليه قضي ثلاث أيام في التفكير بعدها قرر خوض التجربه أجري أتصال بالسمسار وأخبره بأنه علي أستعداد لإجراء العملية وفعل كل ما يريد.
تم تحديد ميعاد بينهما وبعد 15 يوم تقريباً ألتقي هاني مع السمسار في القاهرة علي إحدي المقاهي في منطقة شبرا الخيمة كما يقول هاني " كان هنا ك شباب كثيرون يحيطون بالسمسار الذي يستعين بعدد من المساعدين لتسير العمل وأصطياد المتبرعين وعمل الأجراءات اللازمة " أصطحبة السمسار لإجراء التحاليل والفحوصات اللازمه والتي تم أجراءها في معمل ألفا سكان للتحاليل الطبية كما أكد هاني والتحليل التي كان يحملها وقام بأطلاعنا عليها .
بعد الأنتهاء من التحليل والتأكد من سلامة هاني ونوع فصيلة دمه طلب منه السمسار أن يوقع له هاني علي شيك علي بياض لضمان حضوره وعدم تعرضه لضغط تجعله يتراجع عن الأتفاق الذي أبرمه معه وهو ما خضع له هاني الذي تحول لأداة طيعة وسهلة .
بعدها طلب السمسار من هاني الحضور لمقابلته في مستشفي دار الفؤاد ب 6 أكتوبر وهناك أجري تحاليل وفحوصات أخري قامت بها المستشفي علي الكبد للتأكد من سلامته وأمكانية إجراء عملية نقل فص الكبد للمريض بعد التأكد من سلامة هاني ألتقي مع زوجة ونجل المريض وعلم منهما أن المريض عمده سابق وعضو مجلس شعب عن إحدي دوائر محافظة الفيوم وينتمي لعائلة كبيرة هناك ويمتلك مساحات شاسعه من الأراضي .
تم تحديد موعد العملية في بداية شهر 7/2008 العام الماضي قبل أجراء العملية أخبر هاني والدته بما سيفعل للحصول علي المال لتجهيز شقيقته حاولت الأم أثناء أبنها عن هذه المخاطرة ولكن دون جدوي وخصوصاً أنه أخبرها بأنه قام بتوقيع شيك علي بياض ولا يستطيع التراجع عن الأتفاق .
قبل العملية بيومين دخل المستشفي وبقي في غرفته أستعداداً لإجراء العملية قبل دخوله غرفة العمليات بساعات شعر بخوف شديد فكر في الرحيل أو الهرب قام بإجراء أتصال تليفوني بوالدته التي حضرت علي وجه السرعة ولكنها لم تتمكن من رؤيته إلا لبضع دقائق أثناء دخوله إلي غرفة العمليات تعرف هاني علي الطبيب الذي أجري له العملية في دار الفؤاد ويدعي عادل حسني ويعمل في نفس الوقت بمستشفي القصر العيني قضت الأم لحظات صعبة وصلت إلي 7 ساعات هي المدة التي أستغرقتها العملية حصلت خلالها علي مبلغ 22 الف جنيه من زوجة المريض وأسرته وأصرت علي الحصول علي الشيك الذي وقعه هاني علي بياض والذي أعطاه لها السمسار.
أكملت والدة هاني حكايته وما شاهدته في مستشفي دار الفؤاد ومأساة ثلاث شهور كاملة قضاها هاني بين الحياة والموت كانت تحضر في الصباح الباكر من الأسكندرية إلي القاهرة كل يوم وتعود في المساء مره أخري أو تقضي ليلتها في إحدي أركان المستشفي تقول بعد خروجه من غرفة العمليات ظل لمدة يومين في حالة جيدة ولكن في مساء اليوم الثالث ساءت حالته الصحية بشدة وراح في غيبوبه طويله وتنفخ كل جسده بالكامل .
حاولت الأم أن تستجدي الأطباء لأنقاذه ولكن دون جدوي في صباح اليوم السادس وأثناء مرور أحد الأطباء فوجئ بما حدث لهاني فأمر بنقله علي وجه السرعة لغرفة العمليات .
كان هاني قد أصيب بعدة جلطات في المخ والشريان نتيجة حدوث تلوث في الكبد أثناء العملية أصابته بسيوله في الدم بعدها أصيب بجلطة في الشريان البابي المسئول عن تمرير الدم للجسم كله فأجريت له عملية لفتح مجري أخر للدم في جسده في تلك الأثناء توفي المريض الذي تم نقل فص الكبد إليه وتركت أسرته المستشفي بعد أن رفضت زوجته دفع المبلغ المتفق عليه لهاني ووالدته والتي أستنجدت بها وتوسلت لها ولكن دون جدوي أيضاً .
عندما أفاق وتحسنت حالته تم نقله إلي غرفته في تلك الأثناء يحكي هاني وقعة غريبه حضر له مدير العناية المركزة بالمستشفي ويدعي أحمد غالي وأخبره بأن هناك شخصية مهمة ستزوره للأطمئنان عليه وعلم منه أنه صاحب المستشفي وزير الصحة وكما قال هاني " دخل علي شخص أراه لأول مره محاط بعدد كبير من الرجال طمأنه قائلاً أن شاء الله أتبقي كويس ما حدث لك هو قضاء الله وما جري هو غلطة الجراح الذي أجري لك العملية والمستشفي ستلتزم بكل التكاليف حتي تخرج وسنفعل لك كل ما نستطيع ولكن كل المطلوب منك عدم الحديث مع أي شخص وخصوصاً الصحفيين علشان مصلحتك وأثناء خروجك سنعطي لك تعويض عما حدث لك " لم ينبس هاني بكلمة واحدة ولكنه تأكد من شخصية الوزير عندما قال له أحد الأطباء متساءل عن ما دار بينه وبين الدكتور حاتم الجبلي وزير الصحة أثناء الزيارة أطلعنا هاني علي صورة الوزير حاتم الجبلي فأكد أنه هو الشخص الذي زاره أثناء وجوده في المستشفي وتحدث معه .
بعدها أصيب هاني بإنفجار في المعده وساءت حالته بشدة وأصيب بالصفراء بسبب تلوث الكبد أثناء العملية وبدأت المستشفي تبحث عن متبرع بالكبد لأنقاذه كما تقول والدته التي عاشت مع هاني المأساة لحظه بلحظه والتي تقول " كنت أشعر بالخوف بشده أثناء وجودي في المستشفي التي تقع في قلب صحراء 6 أكتوبر كنت أشاهد أشخاص يدخلون من باب جانبي للمستشفي وهو يحملون ثلاجة الأعضاء وكان يتردد علي المستشفي عدد من السماسرة "
في تلك الأثناء نصحها البعض بالتوجه لنقابة الأطباء وتقديم شكوي ضد المستشفي وهو ما قامت به بالفعل ولكن صدمت بما قاله لها الموظفين بالنقابة عندما نصحوها بأن ترحل لأن المستشفي التي تريد أن تشكوه هو مستشفي وزير الصحة حاتم الجبلي وشكوتها لم تفيد في شئ هو ما جعلها تنصرف في هدوء.
بعد دخول هاني مرة أخري للعمليات و تماثله للشفاء طلب من إدارة المستشفي المبلغ المالي المتبقي فقالت له الادارة أن حالته كلفت المستشفي مبلغ مالي كبير تعدي ربع مليون جنيه في 87 يوم كامله بالأضافة لتوفي المريض الذي تمت له عملية زرع الكبد ولا تستطيع المستشفي دفع أي مبلغ أخر .
تمكنت والدة هاني من الحصول علي التقرير الطبي لحالته الذي جاء في أربع ورقات كاملة مزيله بختم المستشفي وأمضاء الدكتور أحمد كمال وعادل الأنصاري بتاريخ 8/8/ 2008 .
عاد هاني مع والدته إلي المنزل ليرقد في غرفته بدون حركة بعد أن تم توصيل عدد من الخراطيم ومحاليل الي جسده الضعيف وبعد أربع أشهر أصيب بحالة قئ مستمرة وبدأ في لفظ العصارة الصفراء وكان بين الحياة والموت وبعد عرضه علي أكثر من طبيب عجزوا عن تشخيص حالته نصحوا والدته بعرضه علي المستشفي والأطباء الذين أجروا له العمليه فقامت الأم بأصطحابه إلي مستشفي دار الفؤاد لعمل متابعة العملية فوجدت قرار من وزير الصحة حاتم الجبلي بتخفيض تكلفة المتبعه للعملية إلي الثلث وقيمته 240 جنيه وحصلت الفجر علي نسخة من الأيصال بالمبلغ .
بعد أجراء الفحص الطبي علي هاني قرر الأطباء حاجته لعمل منظار طبي وهنا أنهارت الأم بشده في البكاء وأقسمت لهم أنها لا تمتلك ثمن عمل المنظار وأنها قامت بأقتراض مبلغ المتبعه وتكلفة حضورها من الأسكندرية أمام ذلك أجري المسئولين في المستشفي أتصال هاتفي بالدكتور عادل حسني والذي يعمل في مستشفي القصر العيني بنفس التخصص وأخبرهم أنه سيقوم بالحجز لهاني في القصر العيني لفحص حالته وعمل اللازم ومتابعة حالته وبالفعل عندما توجه هاني ووالدته للمستشفي وجد حجز بأسمة ولكن بشاعة المناظر وتدني المستوي في القصر العيني دفعت هاني لترك المستشفي ليصاب بعدها" بفتك في المعدة " وتفتح بطنه مره أخري من كثرة العمليات التي أجريت له ليجري له الأطباء عملية قميص علي المعدة لتقوية عضلات البطن وبالرغم من كل هذا لايزال شبح أصابته بجلطة في أي جزء من جسده يطارده في أي وقت نتيجة أصابته بسيوله في الدم وهو ما يضطره لشراء حقن وأدية نصحه الأطباء بتناولها بأستمرار.
عاد هاني لنقطة الصفر مره أخري بعد أن فقد عمله وصحته وكل شئ ولم يحصل علي المبلغ المالي الذي باع من أجله جزء من جسدة بل أنه أصبح مهدد بالموت في أي لحظه ليتحول لشبح أنسان أنهكه المرض .