الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

كمال مراد يكتب:أزمات حمدي خليفة في اتحاد المحامين العرب



سامح عاشور تنقذ حمدي خليفة من الاعتداء في سوريا علي يد محامين الجزائ محامي إسلامي شهير يمد وفد الجزائر بأسماء المحامين المصرين المشاركين في حرق العلم المحامين العرب يرفضون الموقف الحكومي الذي يعبر عنه خليفة لتأييده التطبيع مع إسرائيل
كتب : كمال مراد
خرج حمدي خليفة نقيب المحامين من قاعة اجتماعات الجلسة الختامية للاجتماع الدوري للمكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب والذي أقيم في سوريا الأسبوع الماضي في حراسة مشدده من أعضاء الوفد المصري وذلك خوفاً من تعرضه للاعتداء أو الضرب من أعضاء الوفد الجزائري الذين كانوا في انتظاره خارج القاعة وهم يرددون الشعارات العدائيه ضد مصر وحمدي خليفة بسبب حرق العلم الجزائري في النقابة العامة بعد أزمة مباراة مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم .
الغريب أن معظم أعضاء الوفد المصري الذي حمي خليفة ينتمون إلي قائمة سامح عاشور النقيب السابق ولكنهم أصروا علي حماية خليفة وتصدوا لأي محاولة للاعتداء علية خوفاً علي هيبة مصر ومنصب نقيبها داخل الاتحاد وكما يقول أحدهم والذي طلب عدم ذكر أسم " كنا ندافع عن مكانة مصر ونقيبها وتناسينا كل المشاكل والخلافات الداخلية وتوحدنا للخروج من الأزمة "
كانت مشكلة حمدي خليفة الحقيقية أثناء الاجتماع كما قال لنا أعضاء الوفد المصري هو إصراره علي نفي واقعة حرق علم الجزائر داخل النقابة العامة وتفسيره لما حدث بأن أحد المواطنين داخل إلي النقابة وتخفي بين المحامين أثناء احدي الوقفات الاحتجاجية علي سلالم النقابة وقام بحرق العلم الجزائري كما نفي هجومه علي نقابة المحامين الجزائرية والشعب الجزائري أثناء المؤتمر الذي عقده في النقابة العامة وهو ما أثار المحامين العرب الذين طلبوا منه عدم الحديث والتوقف عن أسلوبه المستفز للمحامين الجزائريين الذين كانوا في قمة ثورتهم وغضبهم في الخارج بعد أن انسحبوا من القاعة أثناء كلمة خليفة في المؤتمر وكذبوا ما قاله وقاموا بتوزيع ملف كامل عن وقعة حرق العلم علي المحامين العرب الحاضرين للاجتماع ضم صور للمحامين المصريين أثناء حرق العلم وبعض الجرائد اليومية التي رصدت الواقعة بالصور بالإضافة لبعض التسجيلات لمؤتمر خليفة داخل النقابة والذي شن فيه هجوماً حاد علي شعب الجزائر والمحامين الجزائريين .
الغريب في الأمر أن الوفد الجزائري تقدم بقائمة ضمت أسماء المحامين المصريين الذين شاركوا في الوقفة الاحتجاجية التي تم فيها حرق العلم الجزائري وعندما تساءل أعضاء الوفد المصري عن الجهة التي مدت الجزائريين بهذه الأسماء أكدوا أنهم حصلوا علي الملف عن طريق محامي إسلامي شهير- نحتفظ باسمة - وهو ما يفسر إصرار الجزائريين علي تشكيل لجنة لتقصي الحقائق ومحاسبة المحامين المشاركين في هذه الواقعة داخل نقابتهم وهو ما حدث بالفعل وقد حصل أعضاء الوفد المصري علي نسخة من الملف الذي وزعه الجزائريين علي أعضاء المكتب .
وأثناء الاجتماع عاتب المحامين العرب بشدة أعضاء الوفد المصري وأبدوا استياءهم الشديد من اختيار المحامين المصريين لحمدي خليفة نقيب لهم وجدد بعضهم مطلب تداول منصب رئاسة الاتحاد بين المحامين العرب قائلين لأعضاء الوفد المصري " إذا كان المحامين المصريين قد أخطأوا في اختيار من يمثلهم فمن حق المحامين العرب البحث عن بديل " وهو ما يهدد بتداول رئاسة الاتحاد بين النقاء العرب الذي تحتفظ بها مصر بصفتها دولة المقر إذا ما استمرت تصرفات حمدي خليفة داخل الاتحاد وهو اتجاه تتبناه دول المغرب العربي .
ما حدث لم يكن وليد الصدفة ولكن نتاج لتصرفات حمدي خليفة داخل الاتحاد وعدم قدرته علي فهم دور ومكانة الاتحاد وما يمثله للمحامين العرب وهو ما أدي لهدم جسور الثقة بين خليفة وأعضاء المكتب الدائم وأضطر المحامين العرب لأخذ موقف ضده .
كانت بداية أزمات خليفة داخل الاتحاد في المؤتمر الذي عقد في المغرب بعد فوزه مباشرة بمنصب نقيب المحامين في مصر عندما أتهم حمدي خليفة النقيب السابق سامح عاشور بتدبير مؤامرة ضده لتداول منصب رئاسة الاتحاد بين المحامين العرب وهو ما أثار استياء المحامين المغاربة الذي أقيم المؤتمر في ضيافتهم والأمين العام إبراهيم السملالي وهو ما دعا أحد نقباء المغرب بمراسلة أعضاء الاتحاد احتجاجا علي ما حدث وخصوصاً أن خليفة استعان بمؤسسات وجهات حكومية خارج الاتحاد مثل وزارة العدل المغربية ووزارة الخارجية المصرية وهو ما أعتبره المحامين العرب بمثابة أهانه للاتحاد الذين يعتبرونه من الناحية البرتوكولية أعلي من هذه الجهات الحكومية التي لجأ لها خليفة وكان علية مناقشة مشاكل الاتحاد وعرضها علي أعضاء المكتب الدائم .
الخطأ الثاني الذي أرتكبه خليفة أثناء هذا الاجتماع وأثار استياء المحامين العرب بشدة هو استعانته بوفد مصري توجه إلي المغرب أثناء الأزمة كان علي رأسه عمر هريدي عضو لجنة السياسات وضم أعضاء في الحزب الوطني وهو ما عكس الموقف الرسمي الحكومي الذي ينتمي له خليفة بين المحامين العرب الذي يتبنى فكرة التطبيع مع إسرائيل ويلتزم ببنود اتفاقية كامب ديفيد وهو اتجاه يرفضه المحامين العرب بشدة ويرفضون التعامل معه وخصوصاً أن النقيب السابق أحمد الخواجة تصدي لمحاولات نقل مقر اتحاد المحامين العرب والذي كانت تتبناه دول المغرب بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد عن طريق تبني فكرة أن المحامين المصريين يعبرون عن صوت الجماهير المصرية غير الرسمية الرافضة للاتفاقية كامب ديفيد والتطبيع مع إسرائيل وهو نفس الاتجاه الذي نهجه من بعده النقيب السابق سامح عاشور أثناء وجوده كرئيس لاتحاد المحامين العرب وهو ما حافظ علي الوجود والمكانة المصرية طوال هذه الفترة .
لم تتوقف أخطاء وأزمات خليفة عند هذا الحد داخل الاتحاد بل تصاعدت أثناء الندوة التي عقدت في مقر الاتحاد بالقاهرة لمناقشة تقرير جولدستون والتي تابعها المحامين الفلسطينيين علي الهواء مباشرة وأثناء الندوة فوجئوا بحضور خليفة وإصراره علي الجلوس علي المنصة وفي نهاية الندوة التي خصصت لمناقشة التقرير افتعلت احدي المحاميات المعروفة بانتمائها لجبهة خليفة مشكلة مع المحامين المصريين أعضاء المكتب الدائم وهو ما عكس الصراع الدائر بين حمدي خليفة وسامح عاشور النقيب السابق الذي يسيطر علي مجريات الأمور داخل الاتحاد وأعطي الفرصة لبعض أعضاء المكتب المطالبين بتداول رئاسة الاتحاد بين النقابات العربية لتجديد مطالبهم مرة أخري مستغلين هذا الصراع الدائر بين الجبهتين .
ذلك بالإضافة لطلبات خليفة المستفزة من الأمين العام إبراهيم السملالي بتخصيص غرفة خاصة له داخل الاتحاد وربطة بين ذلك الطلب ودفعة لمبالغ الاشتراكات المتأخرة علي مصر للاتحاد وهو ما أغضب السملالي بشدة وقتها لتنتهي أزمات خليفة داخل الاتحاد بأزمته الأخيرة في سوريا وإصراره علي نفي ما حدث من حرق العلم الجزائري وهجومه علي شعب الجزائر والمحامين الجزائريين أثناء المؤتمر الذي عقده في النقابة بعد أزمة مباراة مصر والجزائر وهو ما أغضب المحامين العرب جميعاً خصوصاً أن الوفد الجزائري تقدم بملف كامل عن هذه الوقائع قام بتوزيعها علي أعضاء المكتب وهو ما يعني كذب رئيس الاتحاد وضعف مبرراته .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق