بالأرقام: أسرار فشل قائمة الحزب الوطني واكتساح قائمة سامح عاشور
وقع سامح عاشور في فخ الحزب الوطني وخسر منصب نقيب المحامين.. ووافق حمدي خليفة النقيب الفائز علي دعم الحزب الوطني في انتخابات اتحاد المحامين العرب فخسرت قائمته الانتخابات. لقد أوحي سعيد الفار المسئول عن ملف النقابة في الحزب بتأييد سامح عاشور وروج للشيء نفسه عمر هريدي وتأكد الإيحاء المدمر بوقوف رجال الحزب أمام مقار الانتخابات المختلفة.. ولم تتأكد الخديعة إلا بعد أن خسر سامح عاشور منصب النقيب الذي بقي فيه أكثر من دورة وإن فازت قائمته بالأغلبية في مجلس النقابة.
وبحكم اللائحة يرأس النقيب المصري رئاسة اتحاد المحامين العرب وهو منصب شرفي منح لمصر باعتبارها دولة المقر.. ولكن.. حمدي خليفة تصور أن سامح عاشور أراد اقصاءه عن رئاسة الاتحاد في اجتماع المكتب الدائم للاتحاد الذي عقد مؤخرا في المغرب.. وذلك بالتشكيك في شرعيته من خلال توزيع الطعون الستة المقدمة لمحكمة النقض بإلغاء نتيجة انتخابات النقيب لعدم إشراف رئيس محكمة استئناف القاهرة وستة من أقدم نوابه عليها والاكتفاء بإشراف محكمة جنوب القاهرة عليها. لم يكن سامح عاشور من بين الطاعنين ولم يقم بتوزيع الطعون في الدار البيضاء وإنما جري الحصول علي نسخ منها من الإنترنت.. حسب ما قاله لنا شاهد عيان.. هو رءوف محجوب الأمين المساعد للاتحاد. وأرسل حمدي خليفة لنا نسختين من جدول أعمال دورة الدار البيضاء.. واحدة منها تتضمن وجود كلمة له بصفته رئيس الاتحاد وأخري لا تتضمن ذلك.. وهو ما جعله يتهم سامح عاشور ــ الذي وصل المغرب قبل أسبوع من المؤتمر ــ بالتآمر عليه والسعي لاستبعاد رئاسة المؤتمر عن مصر. لكن.. رءوف محجوب يقول: إن ذلك لم يحدث.. بدليل أن حمدي خليفة ألقي كلمته بصفته رئيسا للاتحاد.. وهو بالمناسبة منصبا شرفيا.. ليس بالضرورة أن يلقي من يتولاه كلمة أمام مؤتمرات مكتبه الدائم.. وإنما حدث ذلك في البداية كنوع من تكريم أحمد الخواجة عندما تولي رئاسة الاتحاد.. ثم جري السير علي ذلك النهج.. وعلي كل حال فإن حمدي خليفة عندما تكلم لم يخرج ما قال عن الحديث عن تجربته الناجحة في الإسكان عندما كان نقيبا للجيزة.. وكأن نقباء المحامين العرب الذين يسكنون القصور والفيللات في انتظاره كي يحل لهم أزمة السكن.. وعندما تكلم كشف عن طبيعته.. فخسرت القائمة التي نزل بها في الانتخابات. كان الحزب الوطني قد أرسل علي حسابه عشرة محامين لإدارة المعركة لصالح حمدي خليفة علي رأسهم عمر هريدي وتولي النقيب توزيع أسماء قائمته بنفسه في قاعة المؤتمر في سابقة لم تحدث من قبل.. وخسرت قائمته ونالت أقل الأصوات.. وكانت قائمته تضم الدكتور أحمد المليجي (17 صوتا) ومنتصر الزيات (11 صوتا) وسعد عبود (16 صوتا) وماجد الشربيني (17 صوتا) ومحمد فزاع (7 أصوات) بينما فازت قائمة سامح عاشور والمكونة من خالد أبو كريشة (30 صوتا) وسيد عبد الغني (36 صوتا) وعاكف جاد (38 صوتا) ولمياء صبري مبدي (47 صوتا) ويحيي التوني (35 صوتا). كان لوفد الحزب الوطني مهمة أخري ه التأكد من شائعة نقل المقر وهو أمر لم يطرح.. خاصة أن نقل المقر أمر يحتاج إلي تعديل في اللائحة ضمن جدول أعمال مكتوب مسبقا.. وهو ما لم يحدث.. وما لم يتضمنه البيان الختامي للمؤتمر. ويقول رءوف محجوب: إن شائعة نقل دولة المقر شائعة روجها حمدي خليفة كي يهيج الدولة ضد سامح عاشور وفريقه.. والحقيقة أن حمدي خليفة لم يتصل بالدولة المضيفة ولم ينسق معها.. ولو كان هناك ضغط مارسناه فإنه كان من أجل أن يلقي كلمته لا من أجل حرمانه منها. وحسب ما يقول حمدي خليفة فإن سامح عاشور تقابل مع عبداللطيف بو عشري (الصح بوعشرين) نقيب الدار البيضاء وسلمه نسخة من الطعون كي يسحب رئاسة الاتحاد منه ليمنحها للمغرب تمهيدا لتداولها في الدول العربية الأخري.. وتوافقت إرادة الطرفين وباركها إبراهيم الملالي أمين عام الاتحاد نظرا للتقارب بينه وبين سامح عاشور. باختصار يصف حمدي خليفة ما حدث بالمؤامرة ليست عليه وحده وإنما علي مصر قبله.. لكن.. الطرف الآخر يكرر: إن منصب النقيب منصبا شرفيا.. ولو كانت هناك مؤامرة لنقل المقر لوجب أن يسبقها تعديل في لائحة الاتحاد.. ثم إن حمدي خليفة لا يمثل وحده مصر.. نحن نمثلها ونشرفها من قبله ومن بعده. كانت المرة الأولي التي يسافر فيها حمدي خليفة ليرأس الاتحاد ورغم أنه لا يوجد بروتكول ملزم لاستقباله في المطار فإن ثلاثة من مجلس نقابة الدار البيضاء كانوا في انتظاره.. فلم يعجبه ذلك.. وما أن دخل الفندق حتي بادر بالاتصال بنقيب الدار البيضاء عبد اللطيف أبو عشرين محتجا علي عدم وجوده في استقباله بالمطار مثل سامح عاشور؟.. فكان الجواب: " إن البروتوكول لم يتغير بتغير النقيب المصري ".. وأضاف: " إنه في مكتبه فإما أن ينتظر حتي ينتهي من عمله فيمر عليه في الفندق أو ينتظره في مكتبه ".. فذهب حمدي خليفة إليه في مكتبه.. وجري نقاش بينهما لم يعجب نقيب الدار البيضاء الذي أوحي بأدب أن المقابلة انتهت.. فخرج النقيب المصري ليتصل بالسفير مهددا بتجميد عضوية مصر في الاتحاد.. فتدخلت قوي لم الشمل.. ولم يحدث ما جري التخوف منه. والغريب أن حمدي خليفة الذي يعتبر إبراهيم السملالي ضالعا في مؤامرة ضده أرسل لنا قصاصة من صحيفة مغربية عنوانها الرئيسي: " السملالي يعتذر لريس اتحاد المحامين العرب". علي جانب آخر كان يتمتع بعضوية المكتب الدائم للاتحاد ستة من المصريين هم رءوف محجوب وسيد شعبان وسعيد عبد الخالق ومجدي سخي وعبدالعظيم المغربي الذي سعي لتغييرهم فانحاز إلي حمدي خليفة ولكن النتيجة لم تكن في صالحه فقدم استقالته بعد أن اتهم بعض النقباء العرب بأنهم خانوه.. لكنهم قالوا له: " لا تعاقبنا لقد انتخبنا حسب ضمائرنا ".. ولم يسع أحد كي يقنعه بالعدول عن استقالته.. ومن المتوقع قبولها.. وفي الوقت نفسه احتدم الخلاف بينه وبين حمدي خليفة الذي اعتبر أن عبدالعظيم المغربي ضلله.. و"عمل له البحر طحينة". لقد كان شعار هذه الدورة "شعب فلسطيني موحد ودولة فلسطينية واحدة".. ولكن.. الشعار الذي كان يجب أن يرفعه المصريون: "جماعة من المحامين موحدة ونقابة واحدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق